سورة الإنسان - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الإنسان)


        


{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} أي ما وصف من نعيم الجنة كان لكم جزاء بأعمالكم، {وَكَانَ سَعْيُكُمْ} عملكم في الدنيا بطاعة الله مشكورا، قال عطاء: شكرتكم عليه فأثيبكم أفضل الثواب. قوله عز وجل: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنزيلا} قال ابن عباس: متفرقًا آية بعد آية، ولم ينزل جملة واحدة. {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ} يعني من مشركي مكة {آثِمًا أَوْ كَفُورًا} يعني وكفورًا، والألف صلة.
قال قتادة: أراد بالآثم الكفور أبا جهل وذلك أنه لما فرضت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم نهاه أبو جهل عنها، وقال: لئن رأيت محمدًا يصلي لأطأن عنقه.
وقال مقاتل: أراد بالآثم عتبة بن ربيعة وبالكفور الوليد بن المغيرة، قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن كنت صنعت ما صنعت لأجل النساء والمال فارجع عن هذا الأمر، قال عتبة: فأنا أزوجك ابنتي وأسوقها إليك بغير مهر، وقال الوليد: أنا أعطيك من المال حتى ترضى، فارجع عن هذا الأمر، فأنزل الله هذه الآية.


{وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلا وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ} يعني صلاة المغرب والعشاء {وَسَبِّحْهُ لَيْلا طَوِيلا} يعني التطوع بعد المكتوبة. {إِنَّ هَؤُلاءِ} يعني كفار مكة {يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} أي الدار العاجلة وهي الدنيا. {وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ} يعني أمامهم {يَوْمًا ثَقِيلا} شديدًا وهو يوم القيامة. أي يتركونه فلا يؤمنون به ولا يعملون له. {نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا} قوينا وأحكمنا {أَسْرَهُم} قال مجاهد وقتادة ومقاتل {أسرهم} أي: خلقهم، يقال: رجل حسن الأسر، أي: الخلق.
وقال الحسن: يعني أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب.
وروي عن مجاهد في تفسير الأسر قال: الشرج، يعني: موضع مَصْرَفَيْ البول والغائط، إذا خرج الأذى تقَّبضا. {وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلا} أي: إذا شئنا أهلكناهم وأتينا بأشباههم فجعلناهم بدلا منهم.


{إِنَّ هَذِهِ} يعني هذه السورة {تَذْكِرَة} تذكير وعظة {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلا} وسيلة بالطاعة. {وَمَا تَشَاءُونَ} قرأ ابن كثير، وابن عامر، وأبو عمرو: {يشاءون} بالياء، وقرأ الآخرون بالتاء، {إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} أي لستم تشاءون إلا بمشيئة الله عز وجل، لأن الأمر إليه {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ} أي المشركين {أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا}.

1 | 2 | 3